الملا يتمنى أن يكون الفهد خاض معسكرا تدريبيا

انتظار الأسابيع الطويلة، من الخميس الحادي والثلاثين من مارس موعد تقديم الحكومة استقالتها والى يوم إطلالتها الجديدة سيلقي بظله وثقله على أجواء الأيام المقبلة باقة من استجوابات.

استجواب سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد هو رأس قمة «جبل النار»، يليه استجواب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ احمد الفهد من قبل كتلة العمل الوطني، وقد دعاه النائب صالح الملا الى الاستعداد للمنصة، متمنيا ان يكون خاض معسكرا تدريبيا خلال الوقت المستقطع، من عمر حكومة تصريف العاجل من الامور.
ويقع وزير الصحة الدكتور هلال الساير بين «نارين» إحداهما حاولت «حرق المرحلة» بالتصويب عليه منعا لتوزيره، وإن لم يفلح الأمر فإن الاستجواب جاهز وقد اعلن عنه سابقا. أما استجواب النائب صالح عاشور لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح، فلا يزال قائما أقله حتى الغد، حيث يعود صاحبه النائب الى البلاد للتشاور مع قاعدته الانتخابية، فيما كان النائب خالد السلطان واضحا في الوقوف ضد الاستجواب ومع مساندة الشيخ محمد «الذي نطق بلسان حال أهل الكويت».
ودعا النائب الملا الشيخ احمد الفهد الى «تجهيز نفسه» للاستجواب الذي قدمته كتلة العمل الوطني قبل استقالة الحكومة. وقال: «بما ان الفهد عاد الى تولي الحقائب نفسها فإن عليه أن يستعد للمواجهة. ونتمنى ان يكون خاض معسكرا تدريبيا خلال فترة الاستقالة».
من جهة اخرى، شدد الملا على تأكيد «عدم قبول الاساءة الى شخص وزير الصحة الدكتور هلال الساير أو أسرته الكريمة. ومن لديه حجج او براهين فليظهرها في جلسة الاستجواب المعلن للدكتور الساير، ووقتذاك سنقيم الموقف. وإن كنت لا اشك في نزاهة الدكتور الساير وتاريخه ومستواه الاكاديمي».
وقالت النائب الدكتورة أسيل العوضي إن «أي استجابة لضغوطات اهل المصالح في استبعاد الدكتور الساير دليل على أن أمر الحكومة ليس في يد رئيسها. وإن استجيب لاستبعاد الساير فإن ذلك يعد خسارة للكويت».
وطلبت ممن يمتلك أي قرائن ضد الساير الى تقديمها «بدلا من الخوض في العموميات. وما نعرفه أن وزير الصحة اوقف بعض المناقصات المشبوهة لأحد المتنفذين واوقف بعض المعاملات التي يقتات عليها بعض النواب».
وقال النائب الدكتور فيصل المسلم «نحن لا نبني على أي أسماء جديدة في الحكومة سرابا من الآمال أو الأوهام نبيعها للشعب الكويتي لقناعتنا بان الفشل سيكون مصير الحكومة السابعة لسمو رئيس الوزراء».
وأشار الى أن هجوم «الشلة» على وزير الصحة الدكتور هلال الساير لمنع اعادة توزيره «خير دليل على علاقتهم المصلحية. وأظن أن رئيس الوزراء سيستجيب لمطلبهم بعدم توزير الساير ليخلو لهم طريق استملاك وزارة الصحة».
واستغرب النائب عبدالرحمن العنجري الجهود الحثيثة التي يبذلها البعض من أجل اقصاء وزير الصحة من التشكيلة الحكومية المرتقبة.
وقال العنجري لـ«الراي» ان هناك متنفذين يريدون السيطرة لتحقيق غاياتهم ومبتغاهم. ومن الواضح أن الوزير الساير يشكل عقبة في طريقهم يريدون ازاحتها، لأنه رجل نزيه يضع الكويت ومصلحتها نصب عينيه.
ورأى العنجري أن أفضل وسيلة للتعامل مع الاستجوابات هي مواجهتها وليس الهروب منها. ومن يستحق البقاء يستمر في عمله ومن يسقط يذهب الى بيته. المهم الكويت والتحديات التي تواجهها.السياسيون زائلون وهي الباقية.
واستبعد النائب فيصل الدويسان أن يكون استجواب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح من قبل النائب صالح عاشور قبل تقديم الحكومة استقالتها مشروع ازمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، «وإن كانت هناك اطراف تريد أن نعود الى أجواء ما قبل استقالة الحكومة».
وقال الدويسان لـ«الراي» إن النائب عاشور لم يعلن بشكل واضح نيته تقديم استجواب الشيخ محمد، لكن من اللافت أن هناك أطرافا تريد زج اسمه بغية تعقيد الامور والايحاء بأن النواب الذين دعموا الحكومة في مواقف سابقة جنحوا الى الانقلاب عليها.
من جهته، اكد النائب خالد السلطان أن «أي استهداف لشجاعة وزير الخارجية بعد الاجراءات التي اتخذها على خلفية اكتشاف شبكات التجسس الايرانية في البلاد سيفهم مغزاه» كاشفاً في الوقت ذاته عن عزمه اقتراح فكرة دعوة لجنة الشؤون الخارجية لاعضاء السلطتين او عقد جلسة خاصة للمجاميع النيابية اليوم للوقوف على اخر تطورات التعاطي الحكومي مع الملف الايراني.
وقال السلطان لـ«الراي» انه «كان لوزير الخارجية الشيخ محمد الصباح موقف شجاع في كشف الخلايا التجسسية التي كانت تستهدف امن وسلامة الكويت، بعد ان تم الكشف عن وجود خليتين مجهزتين ومدربتين على استعمال السلاح وتحضير المتفجرات. وهو امر ينم عن تخطيط لاحداث وعمليات تخريبية في الكويت واحتمال تنفيذ مخطط يستهدف البلاد وكيانها».
وأضاف «اي استجواب يستهدف هذه الشجاعة سيفهم مغزاه وسنكون اول المساندين للشيخ محمد في أي موقف يتخذ بشأنه»، مشيراً الى ان «الدكتور محمد نطق بلسان حال اهل الكويت ويستحق منا ان نتخذ موقفا شجاعا لمساندته».
على صعيد متصل تكشف السلطان عن عزمه التحرك لعرض فكرة عقد جلسة او اجتماع موسع للجنة الشؤون الخارجية على المجاميع النيابية اليوم لمناقشة الاجراءات الحكومية ازاء تطورات الملف الايراني، للتعرف على كافة الخطوات التي اتخذتها الاجهزة المعنية ازاء هذا الملف.
ولفت الى ان فكرة دعوة لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية للفريق الحكومي «قد تغني عن عقد الجلسة الخاصة لمناقشة هذا الملف الحساس».
في موضوع آخر، أكد السلطان أن وزير الصحة الدكتور هلال الساير من الكفاءات القيادية التي أثبتت جدارتها في إدارة وزارة الصحة، مشيراً الى أن «ما نراه من تقدم ملحوظ في كفاءة وأداء الخدمات الصحية، بالإضافة الى مشاريع الإصلاح المخطط لها تستوجب استمرار الدكتور الساير وزيراً للصحة بعيداً عن التجاذبات السياسية والمصالح الخاصة» رافضا «أي مطالبة مدفوعة بأسباب خاصة لإبعاده عن التشكيل الوزاري».
وطالب النائب علي الدقباسي بنظرة حكومية متأنية في الرواتب والبحث عن مكامن الخلل ومعالجتها بدلا من الوقوف في وجه الزيادات التي يقرها المجلس بناء على تلمسه حاجات المواطنين.
وأشار الدقباسي الى أن الجمارك من بين المواقع التي تعاني خللا شديدا في الرواتب، رغم اهمية وحساسية الدور المنوط برجالها.